-
عِش ذنبك
خلق الله الحب قدرًا.. ووضعه في طريقنا.. وما إن أمسكنا بِهِ.. حتى سُلِبناه.. عيناكَ المتعبتان.. وجهك المُزْرَق وكأن الأكسجين لا يسري في دمك.. يداكَ المرتجفتان… صوتك المختنق.. أذكر ذلك كلّه كأنما حدث بالأمس.. كم منحتني يديك الأمان.. ولم تزل تمنحني ياه.. حتى بعد أن تلطخت بذنوب كل المآسي التي عشت.. وكل الآلام التي اختبرت.. وكل…
-
لي حقٌ في الغيابِ
لي حقٌ في الغيابِ مثلما حقي في الحياةِ لي حقٌ في العودةِ إلى نقطة الصفر.. وساعة الصفر التي سبقت اللقاء لي حقٌ أن أغيب على طولِ المدى.. ولي ألا أعود! لي حق في الكتابة بقلم الرصاص.. بعد أن رفضت استخدامه مرارًا في حل مسائل الرياضيات.. لأنّي لا أُخطِئ.. كُنتْ. وللقدر أن يسمح للرصاص بالمضي مع…
-
أوَ كلّما شَعَرت.. كتبت؟
أتأمل الجدار.. أتأمل السقف.. أتأمل الفراغ.. وأنظر لكل الأشياء من حولي، بتفاصيلها.. ما إن أفتح النافذة حتى أميل برأسي مع ضوء الشمس، أحدق في الأشياء الساقط عليها.. أتذكر أن سرعة الضوء سبقت التفاتة عنقي، لكن قوانين الفيزياء ليست تحت سيطرتي.. وُلِدت متأملًا.. أتأمل كل شيء.. وأفكر في كل شيء.. وأؤمن كثيرًا أنّي أشعر بكل شيء..…
-
لم أولد في الظلام، ولن أقبل التشكّل فيه..
في المرة الأولى التي دخلت فيها عالم مواقع التواصل الاجتماعي كنت في عمر الثانية عشرة، تحديدًا في العام ٢٠٠٨ قضيت أول محطاتي في التواصل مع العالم الافتراضي على منصة فيسبوك، وقتها كان التواصل لم يزل يعتمد بشكل أساسي على الكتابة، فيما لم يكن الموقع يوفر خاصية الملاحظات الصوتية، وكان المستخدم يستطيع مشاركة الصور والفيديو. اعتماد…
-
“وليلها يطول..” عن العُمر وآخر ليالي أيلول
نسمات الصباح الهادئة..هواء الليل البارد..موسم التصالح مع الأرض ونهاية غضبها علينا.. أقطع السلم صعودًا ونزولًا لأستشعر نسمات الهواء على وجهي..أستشعر هدوء المساء .. وأمارس طقس المشي باعتباره طقساً تأمليًا أحيانًا وطقسًا تطهيريًا في أحيانٍ أخرى.. عشية ذكرى ميلادي من كل سنة..أفكّر في معنى العُمر كثيرًا .. معنى هذه الأيام.. وأحاول ملاحظة مرور الزمن عليّ..أن يمرّ…
-
رسالة من مجهول.. أرفُضُ تسلُّمَها
اكشف عن نفسك حتى أسمعك. أظهر هويّتك حتى تتحمل مسؤولية ما تقوله. ترتبط في ذهني الرسائل مجهولة المصدر برسائل التهديد التي يتلقاها الأفراد والتي قد تصل إلى تهديد أمنهم أو سلامتهم أو ربما حياتهم.. ودائمًا ما أتذكّر مشاهد الخاطفين في الأفلام، غالبًا ما كانوا يستخدمون كبائن الهاتف العمومي أو الـPhone Booth أثناء اتصالهم بأسرة الضحية،…
-
فن إضاعة الوقت بدل الضائع
يحدث أن يضيع وقتك الأصلي وتُمنح فرصة التعويض في الوقت بدل الضائعتكتشف بعدها أن الوقت بدل الضائع غير كافي لتعويض مافاتك وتدرك أنها خدعة صممها دماغك أو صممها غيرك -مثلما هو الحال في مباريات كرة القدم- لتطبيق قانون أو لمجرد وضعك في موضع البليد “مضيّع الفرص”..في الأوقات العصيبة والمباريات الحاسمة وتحديدًا في دقائق “الوقت بدل…
-
الشعور بالذنب.. الذي يوحّدنا..
يقول فرويد “إن الشعور بالذنب هو سبب تطور الحضارة البشرية”. وتقول إيمان مرسال “يبدو الشعور بالذنب وكأنه الشعور الذي يوحّد الأمهات على اختلافهن”. أتذكر في هذه الأيام كتاب إيمان مرسال “كيف تلتئم، عن الأمومة وأشباحها”، وسبب عرضه على ذاكرتي مرارًا هذه الأيام هو أنّي قرأته في نفس الأيام من السنة الماضية.. أتجاهل النظر إلى التقويم…
-
“مِن أين لكِ هذا النشاط؟”
أكتب هذه التدوينة استجابةً لطلبات الأصدقاء المتكررة لي للتدوين عن العادات الصباحية الفارقة في يومي والتي تساعدني على التركيز وسط كل هذا التشتت، وردًا على سؤال “مِن أين لكِ هذا النشاط؟” “كيف تلحقين تسوين هذا كلّه؟؟” “من وين لك وقت؟ وكيف تحتفظين بتركيزك؟” وعلى العبارة التي تكررت على مسامعي كثيرًا “الله يعطيني رواقتها عايشة في…
-
صفقة مع “المَلَاك” هذه المرة
تمثل أسطورة صفقة مع الشيطان أو deal with the devil بالإنجليزية أسطورة مهمة بقدر شهرتها وتنوع رواياتها بين الأديان المختلفة والفلكلور، وقد تم استخدامها في الأدب العالمي كثيرًا وأشهرها مسرحية فاوست لغوته، والتي تحكي قصة العالم الكيميائي الألماني يوهان فاوست الذي قبل ببيع روحه للشيطان مقابل المعرفة المطلقة، بالرغم من تحقيقه لنجاح كبير قبل هذه…
-
حق المرء في أن يُنسى
“تُنسى كأنك لم تكن.. تُنسى كمصرع طائر ككنيسة مهجورة تُنسى..” “تُنسى كأنك لم تكن شخصاً ولا نصاً وتُنسى..” “تُنسى كأنك لم تكن خبرًا ولا أثرًا .. وتُنسى” “فأشهد أنني حيّ وحرّ حينَ أُنسى!” الكلمات أعلاه للشاعر محمود درويش، من قصيدته “تُنسى كأنك لم تكن”.. لم أضمّن مقدمة المقالة الأبيات أعلاه لتحليل النص الأدبي أو الحديث…