-
مرّت الساعة والليلُ دنا..
لشعرِ إبراهيم ناجي عندي مكانةً خاصة.. من حيثُ وقع كلماته على مشاعري.. ولا أعرف حتى اللحظة ما تحدّثت عنه وما لم أفعل.. أذكُرُ أنّي أطلت التأمُّل في قصيدة ساعة لقاء أمام لوحات الفنانة “آن ماجيل”، وقد فعلت ذلك ابتداءً من ذكرى ذلك”اللقاء”.. ولم أُطِل في تأمُّلي لمطلع القصيدة الذي تحدّث فيه ناجي عن ما وراء…
-
يجب أن تفهمني..
لا يشكل الرأي القائل بأن أراء الآخرين ليست ذات أهمية؛ أي أهمية لدي.. إذا يعتمد ذلك على نوع الآخرين وتصنيفهم ومكانتهم في حياتنا.. في المواقف التي أجدني محاصرة فيها بسوء الفهم الناتج عن عوامل خارجة عن سيطرتي وحتى عن سيطرة الطرف الآخر، هذا الآخر الذي يهم رأيه جداً.. أشعر وكأن جميع الأيام بكامل أوقاتها والمواقف…
-
عن الحروف التي لا تُطيعنا دائما..
قيل لي في إحدى الرسائل، أنّ حُبّي للكتابة مُعدٍ.. مِثل وباء له ميزة الانتقال عن بُعد ولا يشترط للإصابة بالعدوى فيه الاتصال الفيزيائي.. ولستُ في مناسبة تليق بالحديث عن علاقتي بالكتابة، لأن ما يحدث معي هذه الأيام يتسبب بفتور في هذه العلاقة.. تأكل الكتابة المهنية حصة الأسد من مقدرتي على الكتابة بصورة يومية.. وتبقي الكتابة…
-
لروحك المنسية..
كبُرتَ وأنتَ حُرّاً لا تعنيك حتى المرآة العاكسة إن لم يعجبك ما عكسته عنك.. مُنِحتَ القوة للتوازن.. فأصبح الدوران هوايتك.. رقصتك المفضّلة.. عن الصبح وعند المساء.. يدور العالم حول نفسه إن هو اقترب منك.. كُنتَ كمن يؤدي رقصة الدروايش المولوية.. أنتَ منفصل عن هذا العالم.. روحك تسمو لِتُسافر.. ممتلئةً بالطاقة.. والجسد وقودها ومحركها.. الجسد طاقتها…
-
بحر الشمال..
لا تُشدّ الرِحال عندي إلى البِحار.. وإن كانت أجمل بحار العالم.. فكُلّها عندي سواء.. لأنّي لستُ من أصدقاء البحر.. ولم أُحِبُّه يوماً.. كانت فكرة أن أقضي عُطلتي بجانب البحر أشبه بمغامرة.. لكنّي منحتُ بحر الشمال فرصة، لا لتغيير وجهة نظري تجاه البحر، وإنما فرصة للاستثناء.. أذكُرُ ببحر الشمال الآلهة نهالينيا التي لا يُعرف أصلها تحديداً…
-
كتابة الرسائل وقُدسية المشاعر
أُسدِلَ الستار عن شتاء هذا العام وأنا في عاصمة يأسرني الشتاء فيها قبل الربيع.. وقبل كُلّ المواسم.. كان جُلّ ما ألهمتني فيه فتنتها وبهاء أيامي فيها.. هو عدّة رسائل وتدوينات خرجت من قلبي ليستقر بعضها في البريد الإلكتروني الخاص بأحدهم، ونال بعضها حُرّيته ليُنشر مثل هذه التدوينة.. لم يُعلمني شيء كتابة الرسائل مثلما علمتني قوة…
-
ظُهر العيد
في الأيامِ الماضية، كنتُ أعيش توقفاً عن الكتابة ولنقل أنّه متعمداً هذه المرة.. أسير في طُرُقات مدينتي.. أرى القطط تعبر الطريق وتنتبه إلى مَن خلفها.. أرى القطط تسترق النظر بالتفاتة كتفها كأنما تم تعليمها على النظر إلى النقطة العمياء.. وفي كُلّ مرة أتساءل: إذا كانت القطة تستشعر الخطر القادم من السيارة وتستجيب له، لماذا كُتِبَ…
-
على محطة طريق الدمام
تأملاتي في جميع أرجاء الرياض أمر.. وتأملاتي وأنا أقفُ على طريق الدمام أمر آخر تماماً… كلّ يوم أعيشه في الرياض، هو يومٌ مزدحم.. بقدر ازدحام شوارعها وطرقها السريعة.. تملأ الرياض حياتي بأشياء كثيرة وتشعرني بالتقدم في الخط الزمني لحياتي.. بالمعنى الجيد لهذه العبارة.. وتملأ حياتي بإدمان الازدحام.. الازدحام بمفهومه الشامل، بما في ذلك ازدحام حياتي؛…
-
تذكّرني عيونك..
عند نهاية موسم الصيف، وفي ذكرى موسم مولدي الذي تحتفل بِه جوارحي إن لم أفعل أنا.. أغنّي مع السيّدة فيروز أو مع فيلمون وهبي .. لأيلول.. وشِتاء أيلول مع أنه ليسَ شتاءً في بِلادي.. لكنّه لطالما كانَت بداية الخريف هي موسم جدّي المفضّل وكذلك موسم أبي.. موسم أخي الأصغر الذي لا يشبهني أحد في هذا…
-
موسيقى الأشياء..
لوقع الأحداث عليّ، موسيقى مخصصة؛ لكل حدث يمرّ على دماغي.. هُناك موسيقى.. وأحياناً أغنية.. ليس فقط أحداث.. هي أحداث ومواسم.. ومثلما تساءلت في الصغر عن العالم لو لم يخترع البشر الحساب والشهور هل سيكون للسنين معنى؟ هل سيكون هناك أي معنى للسنة؟ قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند النظر إلى العنوان بأنّي أقصد موسيقية الأشياء؛…
-
أغاني الصباحات، والهرب من شمس الصيفية..
لا شيء أجمل من صباح لا تقود سيارتك فيه.. ولا أكثر هدوءاً وصفاءً منه.. ولا قهوة أجمل من تلك التي تُعدّها بنفسك.. أن تأخذ وقتاً لتأمُل العادات الصباحية اليومية، كأنها شيئاً يحدث للمرة الأولى، هو طقس أُرتّب فيه أفكاري قبل استقبال اليوم.. لأتمكن من التحديد بدقّة؛ أي الأيام سيكون هذا اليوم، وفي ماذا سأُكرّسه.. صحيح…
-
عودة الموسم.. من جديد
تصحو بفعل البرد.. من المكيّف الذي لم تطب علاقتك به يوماً.. البرد البغيض الذي يُنهِك عضلاتك.. تحاول مغادرة غرفتك.. وما إن تُغادرها.. وتصطحب سجادة التمرين.. حتى تلاحظ أن الحركة كشفت عن حقيقة الطقس.. تتشبث بذلك المكيف، تجلس تحت جميع فتحات الهواء.. وما إن تُنهي تمرينك حتى تشعر بالملل.. تقاوم كل رغباتك في الخروج، فقد وعدت…
-
المدينة بريشة لويجي لوار
يخطِفُ جمالَ المدن الساحرة أنظاري.. يسرِقُ قلبي.. ويحبِسُ أنفاسي.. أقضِي وقتاً في تأمُلها.. مِثلما أتأمل لوحات بديعة.. أتأمل ورق الخريف الساقط على الأرصفة.. زوايا الطرقات.. وجلسة الناس في الشارع.. الجلسة والمشي بل وحتى الوقفة في الشارع لها معانٍ جمالية في نظري وكل شيء في المدينة الجميلة، له معنى جمالي.. في أيام الصيفية، لأنّي متيّمة بالفنّ..…
-
أمل باندورا وإرثه الباقي
يحولُ بينك وبينَ الخلاص ضغطة زر يحول بينك وبين إنهاء هذا كلّه أيقونة الإرسال يحول بينك وبين أن تعود لنفسك اتخاذ القرار يحول بينك وبين تَنَفُّسُك المُضيّ قُدُماً في ذلك.. يحول بينك وبين طعامك وشرابك ونبض قلبك السليم كتابة نهاية القصة.. يحول بينك وبين رؤياك الصافية في منامك هذا الكابوس.. لكنّه كابوس محبوك بحبكةٍ درامية…
-
ثقافة لوم الضحية.. لكل الضحايا
غالباً ما نتفاجأ بآراء لوم الضحية، في قضايا الاغتصاب أو التحرش، أو أي اعتداء من أي نوع على أي مخلوق.. وليس غريباً أن نجد هذه الفكرة تفسّر كل المواقف في كلّ جوانب الحياة، لدى معتنقيها.. لا يمكن للمرء الذي كما يقال في العامية “يفهم بالمقلوب” أن يفهم أي شي، تفسير البشر للمواقف والأحداث من حولهم…
-
مواساة لا حدود لها
أفترش سجادتين بدلاً من واحدة.. هذا المدى الحركي لا تسعه قطعة واحدة لا تسعه الأرض حينما أغضب أو أكون راضية.. ولا يسعه حتى الوقت.. ما إن أغلق عيني وأطلق أنفاسي حتى أتذكر أقصى مدى كنت أصله.. لماذا لا أعود له اليوم؟ أغلق عيني مرة تلو الأخرى يعلو صوت الكمان، ويطغى على صمت المكان https://soundcloud.app.goo.gl/65sEtuRr7BjNY4P7A وما…
-
أضرار غير مُعترف بها
إليكَ عزيزي الذي لا أُسمّيه.. تعرف جيداً أنّي عندما لا أبدأ أيامي بالجلوس خلف مكتبي، أمتِهنُ كتابة المقالات، أو الرسائل.. لم أتوقف عن الكتابة منذ أن ملأت دفتر والدتي بكتاباتي في عُمر الرابعة، فما كان منها إلا أن اصطحبتني إلى المدرسة، لأبدأ كل شيء في حياتي مبكّراً.. حتى ألمي الذي لقيته منك كانَ مُبكّراً ما…
-
الكرامة؛ قيمة إنسانية وحقاً دستورياً
“كرامة الإنسان مصونة ويقع واجب حمايتها واحترامها على كل سلطات الدولة”. الفقرة (1) من المادة الأولى من القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية[1]. “الكرامة هي إحساساً داخليا بقيمة الذات، وهو مفهوم يثير التعاطف مع الآخر ويربط ما بيننا، وفي عالمنا المترابط، على هذا التعاطف أن يتوسع ليعالج أوجه اللامساواة الجسيمة التي تثير قضايا العدالة”. ماري روبنسون[2].…
-
ليالي الأعياد
أنتمي إلى ليالي الأعياد أكثر من الأعياد.. أحب ليالي الأعياد أكثر من الأعياد.. بعيداً عن كل ما جاء في أغاني صباحات الأعياد ولياليها اختلفت أحداث ليالي العيد عندي، ما بين مرحلة الطفولة والمراهقة وما بين الحياة العملية والعمل إلى ساعات متأخرة من ليلة العيد.. كانت أفضل ليالي الأعياد عندي هي تلك التي أنظف فيها البيت…
-
الطيور التي لا تستحق الحُرية
أتصوّر أن الطيور يجب أن تكون دائما مِثل طيور لوحات الفنان فريدريك شيفر، يُراد بها التعبير عن الحُرية أمام مهابة الماء ورُعب المشهد.. لكنّي كل يوم أصطدم بصورة طيور نافذة غرفتي، التي تُحطّم هذا كلّه.. منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع توقفت عن النوم ليلاًوعاد إلي الأرق وهذه ليست مشكلة، لأن الأرق صديقي القديم وأعرف…