التصنيف: تدوينات
-
بحر الشمال..
لا تُشدّ الرِحال عندي إلى البِحار.. وإن كانت أجمل بحار العالم.. فكُلّها عندي سواء.. لأنّي لستُ من أصدقاء البحر.. ولم أُحِبُّه يوماً.. كانت فكرة أن أقضي عُطلتي بجانب البحر أشبه بمغامرة.. لكنّي منحتُ بحر الشمال فرصة، لا لتغيير وجهة نظري تجاه البحر، وإنما فرصة للاستثناء.. أذكُرُ ببحر الشمال الآلهة نهالينيا التي لا يُعرف أصلها تحديداً…
-
ظُهر العيد
في الأيامِ الماضية، كنتُ أعيش توقفاً عن الكتابة ولنقل أنّه متعمداً هذه المرة.. أسير في طُرُقات مدينتي.. أرى القطط تعبر الطريق وتنتبه إلى مَن خلفها.. أرى القطط تسترق النظر بالتفاتة كتفها كأنما تم تعليمها على النظر إلى النقطة العمياء.. وفي كُلّ مرة أتساءل: إذا كانت القطة تستشعر الخطر القادم من السيارة وتستجيب له، لماذا كُتِبَ…
-
على محطة طريق الدمام
تأملاتي في جميع أرجاء الرياض أمر.. وتأملاتي وأنا أقفُ على طريق الدمام أمر آخر تماماً… كلّ يوم أعيشه في الرياض، هو يومٌ مزدحم.. بقدر ازدحام شوارعها وطرقها السريعة.. تملأ الرياض حياتي بأشياء كثيرة وتشعرني بالتقدم في الخط الزمني لحياتي.. بالمعنى الجيد لهذه العبارة.. وتملأ حياتي بإدمان الازدحام.. الازدحام بمفهومه الشامل، بما في ذلك ازدحام حياتي؛…
-
موسيقى الأشياء..
لوقع الأحداث عليّ، موسيقى مخصصة؛ لكل حدث يمرّ على دماغي.. هُناك موسيقى.. وأحياناً أغنية.. ليس فقط أحداث.. هي أحداث ومواسم.. ومثلما تساءلت في الصغر عن العالم لو لم يخترع البشر الحساب والشهور هل سيكون للسنين معنى؟ هل سيكون هناك أي معنى للسنة؟ قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند النظر إلى العنوان بأنّي أقصد موسيقية الأشياء؛…
-
عودة الموسم.. من جديد
تصحو بفعل البرد.. من المكيّف الذي لم تطب علاقتك به يوماً.. البرد البغيض الذي يُنهِك عضلاتك.. تحاول مغادرة غرفتك.. وما إن تُغادرها.. وتصطحب سجادة التمرين.. حتى تلاحظ أن الحركة كشفت عن حقيقة الطقس.. تتشبث بذلك المكيف، تجلس تحت جميع فتحات الهواء.. وما إن تُنهي تمرينك حتى تشعر بالملل.. تقاوم كل رغباتك في الخروج، فقد وعدت…
-
أمل باندورا وإرثه الباقي
يحولُ بينك وبينَ الخلاص ضغطة زر يحول بينك وبين إنهاء هذا كلّه أيقونة الإرسال يحول بينك وبين أن تعود لنفسك اتخاذ القرار يحول بينك وبين تَنَفُّسُك المُضيّ قُدُماً في ذلك.. يحول بينك وبين طعامك وشرابك ونبض قلبك السليم كتابة نهاية القصة.. يحول بينك وبين رؤياك الصافية في منامك هذا الكابوس.. لكنّه كابوس محبوك بحبكةٍ درامية…
-
ثقافة لوم الضحية.. لكل الضحايا
غالباً ما نتفاجأ بآراء لوم الضحية، في قضايا الاغتصاب أو التحرش، أو أي اعتداء من أي نوع على أي مخلوق.. وليس غريباً أن نجد هذه الفكرة تفسّر كل المواقف في كلّ جوانب الحياة، لدى معتنقيها.. لا يمكن للمرء الذي كما يقال في العامية “يفهم بالمقلوب” أن يفهم أي شي، تفسير البشر للمواقف والأحداث من حولهم…
-
مواساة لا حدود لها
أفترش سجادتين بدلاً من واحدة.. هذا المدى الحركي لا تسعه قطعة واحدة لا تسعه الأرض حينما أغضب أو أكون راضية.. ولا يسعه حتى الوقت.. ما إن أغلق عيني وأطلق أنفاسي حتى أتذكر أقصى مدى كنت أصله.. لماذا لا أعود له اليوم؟ أغلق عيني مرة تلو الأخرى يعلو صوت الكمان، ويطغى على صمت المكان https://soundcloud.app.goo.gl/65sEtuRr7BjNY4P7A وما…
-
ليالي الأعياد
أنتمي إلى ليالي الأعياد أكثر من الأعياد.. أحب ليالي الأعياد أكثر من الأعياد.. بعيداً عن كل ما جاء في أغاني صباحات الأعياد ولياليها اختلفت أحداث ليالي العيد عندي، ما بين مرحلة الطفولة والمراهقة وما بين الحياة العملية والعمل إلى ساعات متأخرة من ليلة العيد.. كانت أفضل ليالي الأعياد عندي هي تلك التي أنظف فيها البيت…
-
الطيور التي لا تستحق الحُرية
أتصوّر أن الطيور يجب أن تكون دائما مِثل طيور لوحات الفنان فريدريك شيفر، يُراد بها التعبير عن الحُرية أمام مهابة الماء ورُعب المشهد.. لكنّي كل يوم أصطدم بصورة طيور نافذة غرفتي، التي تُحطّم هذا كلّه.. منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع توقفت عن النوم ليلاًوعاد إلي الأرق وهذه ليست مشكلة، لأن الأرق صديقي القديم وأعرف…
-
أُصغي إليكِ معصوبة العينين
أُصغي إلى الرياضمعصوبة العينينيغطي عيناي شال أبيض اللون أصغي إليها ولا أكتفي بسماعي لها أُصغي إلى مدينتي.. ويغشاني الضباب.. يحول الطقس وكلّ هذه الحواجز بيني وبينها استكمالاً لفرحي وزهوي بشوارع مدينتي الماطرة ليلة أمسنزلت إلى الشارع بعد وصولي إلى المكتب..وأنا عائدة إلى مكتبي كانت الشمس تقابل وجهيتُركز شعاعها على عينايومن شالٍ أبيض اللون صنعت لي…
-
الرياض والمطر
كيف لقطرات المطر أن ترفع مزاجي إلى الأعلى.. كأنما لم أشكو من هذا الطريق ولم أغضب منه بالأمس.. مضى الوقت ولم أتناول إفطاري.. بقيت أمشي في الشارع، ولا يهمني كم من الوقت سينقضي رائحة النسيم بعد المطر تركتني متمددة أتأمل السماء من نافذة غرفتي بعد أن استوعبت كم مضى من هذا اليوم.. يغيّر المطر كل…
-
ليالي الغثيان.. ازدحام.. وقت ضائع
في كل ليلة، يتكرر السيناريو.. ليالٍ لا اسم لها سوى “ليالي الغثيان”. لا شعور تبعث عليه سوى الغثيان ولا شيء جيد يرتبط بها.. أضطر لإلغاء حصة الفروسية، لقضاء بعض الحاجات المهمة التي أجلتها هرباً من هذا الطريق.. هرباً من أنواره.. هرباً من إضاءات السيارات.. كل شيء يكشر في وجهي.. يمضي الوقت ولا أحد يمضي.. يمرّ…
-
وقت إضافي.. وطاقة
في اليومين الماضية، انشغلت كثيراً لم يسمح لي وقتي حتى بكتابة تدوينة.. يحسبني مدربي هاربة من الحصة وهو لا يعلم بأني حتى أعود ببوت جديد علي أن أركب سيارتي وأقودها لما يقارب الساعة والنصف في أحسن الأحوال حتى أحصل على بوت أقارع به تحدّيك أيها المدرب سيهلك هذا الطريق عضلة قدمي اليمنى أسمح اليوم للخيل…
-
ليس للخوف أن ينتصر
أصرّ مدربي يوم أمس على حضوري مبكرةً، تأخرت لربع ساعة كنت أقيس فيها الأبوات وأجهز ما ناسبني منها.. وعندما وصلت عرّفته على أختي الصغيرة، وصديقتها، بأنهم “خواتي الصغار”، مثلما أعرّف عن جمع بنات عمّي وأخواتي بأنهم “خواتي”، وأظن أن كل مدربي النادي يعتقدون أن عدد أخواتي يتجاوز العشرة.. قلت له في بداية حديثنا عن حصة…
-
بعد أن انقضى الأذان
وصلت المنزل بعد أن انقضى الأذان وانتهى الفطور أكلت شيء سريعاً وها أنا أقف على سجادتي في غرفتيعند نهاية اليوم الطويلأتنفس لأنفض عن صدريغبار العالمحقيقة ومجازاًألوذ بغرفتي فراراً من العالممن كل شيءوما إن أُنهي تمرينيحتى أنظر إلى سقفها بعيني حالمٍ إلى السماءيارب هل من مزيد؟يكتب لي منسّق الناديأن مدربي قرر تبكير الحصةفأشكره، لأني مستعدة الان…
-
أن تقرأ لنفسك، بلغةٍ لم تكتب بها
أن تقرأ لنفسك بلغة ثانيةهو أمر لم أفكر فيه كثيراًحتى سُئلت من شخص لغته الأم هي الهولنديةعن ميزة الكتابة بالعربيةولماذا تفضلها نوف إلى هذا الحد؟بعد إجابتي التفصيليةعن حبّي للغتي الأموشعوري بأن ما أحكيه فيها هو الحقيقةوما دون ذلك محاولات للوصفأي كان مستوى إجادتي للغةفإنّي أعتبر كل اللغاتمحاولات للتواصلإذا جاء الأمر عند ما أكتبه عن نفسي…
-
العودة بعد الجُرح
أعود إلى الخيلأعود إلى ركوبها بعبارة أكثر دقة..لأنّي لم أعد إلى ارتباطي بهاحبّي لها وثقتي بها.. وكأنّي حاكم عاد إلى بلدته بعد تعرضه لانقلاب طعناً وغدراًأعود إلى ذات الميدان الذي سقطت فيه بفعل الخيل غير المؤهلةليته كان خطئي لأصححهليتها كانت قفزاتي الأولى في الفروسيةحتى أتذكرها لأضحك عليها لاحقاًلم يكن خطئي وفقدتُ ثقتي بالخيلفقدت ثقتي بطاعتهاباستجابتهاوبهذا…
-
كتابة الشعور
إن أكبر إساءة للنص الأدبيهي إنشائه بصورة النقيض لمشاعرناخروجه مقيداً بألف قيد يفصله عن الحقيقةوإنّ الغياب عن الكتابةأفضل من كتابة أشياء غير صادقةأن يُناقض ما تقوله ما تشعر بهأن يقف ضدّه وفي وجه صدقه وسلامته..ذلك هو ما يجعل المرء يبتعد عن الكتابةأوقات كثيرةيحاول فيها المحافظة على ما تبقى له من الشعور بالحقيقةحتى لا تدنس كلماته…
-
انتصار القُبح
يقول فولتير: “اسأل ضفدعاً ما الجمال، سوف يجيب بأنها زوجته الضفدعة بعينيها الدائريتين الكبيرتين الجاحظتين من رأسها الضئيل، عنقها العريض المفلطح، ظهرها البني، اسأل الشيطان سوف يخبرك أن الجمال هو زوجٌ من القرون، أربعة مخالب، وذيل”. عوضاً عن “اختنقت بجرعة زائدة من مادة..” تكون العبارة الأصدق والأكثر قربًا للواقع واتفاقًا معه “اختنقت كرد فعل تحسسي…