التصنيف: تدوينات
-
اغتيال حُلُم مع وقف التنفيذ
أُقدِّم في هذا النص فصل واحد من سيرةٍ ذاتية، جادَت بِها مخيّلتي عليّ، وخط بها قلمي ما أراد حكايتَهُ منها في سبعة مشاهد، تأملتُ فيها دروساً مختلفة مما أفاضت بِهِ التجربة على ذاكرتي الأدبية. المشهد الأول أمضي إلى المعنى وفي يدي تتناقص المعاني.. أمضي إلى المعنى وفي روحي تتأجل الحياة.. أمضي إليه ومن روحي يستمد…
-
أن تُصهَر اللذة بنارِ العاطفة
“إنّ اللذة تبقى مُلطّخة، ما لم تُصهَر بنارِ العاطفة”. لم تكن علاقتي جيدة بسيمون دي بوفوار وزوجها سارتر، ولم تزل، لا أحب هذا الثنائي، ولا أستشهِد بآرائه، وفي المرّة الأولى التي قرأت بها مقولة سيمون المذكورة في مطلِع هذه التدوينة أُعجِبتُ بها، وبقيتُ أُفكّر بها لمدة ليست قصيرة. كُنتُ صغيرةً جداً على أن أختَبِرُ ذلك،…
-
قالت لي العرّافة- الجزء الثاني
من الصحراء تبدأ كُلّ النبوءات، وفيها يعي الظمآن أن ما يلحقه ليس إلا سراباً..وتنتهي بذلك بعض حكايات الأمل.. نائمةً كُنتُ وأيقظتني طيور بريّة، لا أُميّز من أنواعها شيئاً ولا أعرف من أعضاء مجموعاتها أحداً.. تركتُ خيمتي واتجهتُ بحثاً عن الماء، كان أول ما يشغلُ بالي عند الاستيقاظ صلاة الفجرِ، كانَت برودة الماء تُضفي حُمرةً على…
-
هيئة الأمم المتحدة للفتيات، وترسيخ عجز النساء
تم إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة -التي عُرِفت فيما بعد باسم هيئة الأمم المتحدة للفتيات والنساء- عام ٢٠١٠ م، وتهدف الهيئة إلى أن تكون النصير العالمي لقضايا المرأة والفتاة حول العالم، وإحراز التقدم في قضايا المرأة. وبالنظر إلى أهداف هيئة الفتيات وأولوياتها، نجد أنها تركّز على عدّة أولويات استراتيجية، أوّلها “قيام النساء بقيادة أنظمة الحوكمة…
-
قالت لي العرّافة- الجزء الأول
المشهد الأول كنتُ أسيرُ في صحراء باردة.. اكتست رمالها بالحُمرة.. وترك عليها إشعاع الغروب لمحةً ذهبية.. كانت الطفلة ابنة الخمس سنين ترفع رأسها إلى السماء..تستعد لاستقبال النجوم.. غطت زُرقة المساء الأفُق.. وأضاءت السماء قناديلها.. اشتدت الرياح وقسى البرد على أطرافي.. وكان كبرياء الطفلة التي كُنت لا يسمح لي بالتعبير عن البرد، والحاجة إلى الدفء.. تمسّكتُ…
-
ليالي استقبال الشتوية وصفاء الزمان..
أسيرُ في شوارع وطرقات مدينتي.. تأخذني سيارتي على مهلٍ وتنحني بي أينما مال الطريق.. أفتح نافذتي لأستشعر نسمات الخريف.. وحلقي المُحتقِن يتحرى نسمات الشتاء دون صبر.. يتغيّر شكل المدينة ويذهبُ إلى أقصى حدود الجمال ما إن يأتي إلينا الشتاء، فصلُنا الموعود والمُنتظَر.. يُغنّي طلال وأُغني معه طوال الطريق، وعند نهاية المدى.. يقترب الطريق إلى نهايته..…
-
رحى الأيام
للمرأة العربية في التراث علاقة وطيدة وذات نوع خاص بالرحى، والرحى هي أداة تقليدية تتكون من حجرين كبيرين مستديرين، يعلوهما قُطب الرحى الذي يتم تحريكه بشكل دائري ليتحرك الرحى ويطحن الحبوب.. يطبق الحجر على الحبوب ومع كل حركة مستديرة تُطحَن الحبوب.. وكلما كانت الحبوب صلبة كلما احتاجت المرأة إلى قوة وخشونة أكبر في طحنها.. ويُنسب…
-
أدوار مُرهِقة.. على حافّة مسرح العالم
كم يشوه حروفنا نزع الحقيقة منهاكم يميت أرواحنا غياب الحقيقة عن حياتناونحن نشترك في زيف هذا العالمونجدد اشتراكنا كل يوم لآداء أدوارنا في هذه المسرحيةمسرحية لا نتقاضى عن آدائنا فيها أي أجر.. تنزع منّا صدق مشاعرناتحجب عن العالم بستائرها حقيقتناوتقدّم لهم ما تم رسمه مسبقاً للمشاهدةللمعاينة والاستماعوتصنّع الاستمتاع.. تُخسِرنا كل شيء..حتى أموالنا التي جمعناها بشق…
-
الميزان والعدالة..وبلادنا المعطاء
قبل بداية هذه التدوينة، أود إحاطة القارئ الكريم علماً بأنّي لا أؤمن بالأبراج ومايسمّونه زوراً بعلم الفلك المُعتمد على الخُرافة. أؤمن بالمجاز، وأحبّ أن أُفسّر بعض أحداث الحياة، بدلالات الطقس مجازاً. ولموسم الميزان في بلادنا عندي دلالة الاعتدال، ومظاهر الحياة فيه تعتدل حقيقةً ومجازاً. فبعد غضب الصيف وحرارته وتطرفه المؤذي؛ تعود الناس للخروج والتعرُض للشمس،…
-
قُصاصات على هامش رحيل الصيف..
العالم من ثُقب سنارة أترك خلف ظهري هوايات كثيرة، محملة بالشعور بالذنب حيال إهمالها أوقات انشغالي، وما إن أعدد تلك الهوايات حتى أُدرِك ارتباط معظمها بالطقس، وأن ما سيأتي بها هو قدوم الخريف.. باريس، ٢٠٢٢ افتقاد المدن.. الأماكن.. لا الأشخاص أصحو مبكرةً وأسحب نفسي لإطار الالتزام عنوةً على سجادة التمرين.. أفتَحُ نافذتي وأُذكّر نفسي بأن…
-
الكتابة والمشي رأساً على عقِب..
منذ يومين حصلت على هدية رائعة وبسيطة، عبارة عن دفتر ملاحظات حجمه لا يكبر يدي بكثير، فرحت به كثيراً، لأنّي أنوي العودة إلى الاستعانة بالورق للعودة إلى التدوين. وفي الأيام القليلة الماضية، خُضت تجربة الكتابة وسط جمعٍ من الناس، أو بصيغة أكثر دقةً “وسط الجموع”، كانت تجربةً استثنائية، أن أكتُبَ وسطَ الضجيج، أن أُركز في…
-
الحنين الخريفي.. والشاشة الذكيّة
ما إن يستعد النصف الشمالي للكرة الأرضية لاستقبال الخريف، حتى يبدأ شعوري بالحنين في التصاعد، صباح بعد صباح ومساء بعد مساء، وتزداد حدّته أحياناً عند الفجر.. في هذه الأيام يصيبني الحنين إلى باريس.. أيام باريس.. شوارعها.. ميادينها.. والقطع الفنّية التي تتخذ من شوارعها محلّ إقامةٍ لها.. أفتقد خريف باريس الذي يجعل منها لوحةً فنّية بحلّة…
-
اختصار العُمر بلحظات..
“ليتني أختصِرُ العُمرَ اختصاراً..” في بداية العام ٢٠١٥ تعرفت على قصيدة الغد لإبراهيم ناجي، بدأ ذلك العام بشتاء بارد جداً، لم يختفي أثره إلى نهايات فبراير، وطوال فترة الشتاء تلك كنتُ أستمع إلى القصيدة مغناة بصوت الفنانة اللبنانية/ المصرية سعاد محمد؛ تارةً، وأقرأها تارةً أخرى.. طالَ استماعي إلى القصيدة، حتى قررت الحصول على نسخة تسجيل…
-
يجب أن تفهمني..
لا يشكل الرأي القائل بأن أراء الآخرين ليست ذات أهمية؛ أي أهمية لدي.. إذا يعتمد ذلك على نوع الآخرين وتصنيفهم ومكانتهم في حياتنا.. في المواقف التي أجدني محاصرة فيها بسوء الفهم الناتج عن عوامل خارجة عن سيطرتي وحتى عن سيطرة الطرف الآخر، هذا الآخر الذي يهم رأيه جداً.. أشعر وكأن جميع الأيام بكامل أوقاتها والمواقف…
-
عن الحروف التي لا تُطيعنا دائما..
قيل لي في إحدى الرسائل، أنّ حُبّي للكتابة مُعدٍ.. مِثل وباء له ميزة الانتقال عن بُعد ولا يشترط للإصابة بالعدوى فيه الاتصال الفيزيائي.. ولستُ في مناسبة تليق بالحديث عن علاقتي بالكتابة، لأن ما يحدث معي هذه الأيام يتسبب بفتور في هذه العلاقة.. تأكل الكتابة المهنية حصة الأسد من مقدرتي على الكتابة بصورة يومية.. وتبقي الكتابة…
-
لروحك المنسية..
كبُرتَ وأنتَ حُرّاً لا تعنيك حتى المرآة العاكسة إن لم يعجبك ما عكسته عنك.. مُنِحتَ القوة للتوازن.. فأصبح الدوران هوايتك.. رقصتك المفضّلة.. عن الصبح وعند المساء.. يدور العالم حول نفسه إن هو اقترب منك.. كُنتَ كمن يؤدي رقصة الدروايش المولوية.. أنتَ منفصل عن هذا العالم.. روحك تسمو لِتُسافر.. ممتلئةً بالطاقة.. والجسد وقودها ومحركها.. الجسد طاقتها…
-
بحر الشمال..
لا تُشدّ الرِحال عندي إلى البِحار.. وإن كانت أجمل بحار العالم.. فكُلّها عندي سواء.. لأنّي لستُ من أصدقاء البحر.. ولم أُحِبُّه يوماً.. كانت فكرة أن أقضي عُطلتي بجانب البحر أشبه بمغامرة.. لكنّي منحتُ بحر الشمال فرصة، لا لتغيير وجهة نظري تجاه البحر، وإنما فرصة للاستثناء.. أذكُرُ ببحر الشمال الآلهة نهالينيا التي لا يُعرف أصلها تحديداً…
-
ظُهر العيد
في الأيامِ الماضية، كنتُ أعيش توقفاً عن الكتابة ولنقل أنّه متعمداً هذه المرة.. أسير في طُرُقات مدينتي.. أرى القطط تعبر الطريق وتنتبه إلى مَن خلفها.. أرى القطط تسترق النظر بالتفاتة كتفها كأنما تم تعليمها على النظر إلى النقطة العمياء.. وفي كُلّ مرة أتساءل: إذا كانت القطة تستشعر الخطر القادم من السيارة وتستجيب له، لماذا كُتِبَ…
-
على محطة طريق الدمام
تأملاتي في جميع أرجاء الرياض أمر.. وتأملاتي وأنا أقفُ على طريق الدمام أمر آخر تماماً… كلّ يوم أعيشه في الرياض، هو يومٌ مزدحم.. بقدر ازدحام شوارعها وطرقها السريعة.. تملأ الرياض حياتي بأشياء كثيرة وتشعرني بالتقدم في الخط الزمني لحياتي.. بالمعنى الجيد لهذه العبارة.. وتملأ حياتي بإدمان الازدحام.. الازدحام بمفهومه الشامل، بما في ذلك ازدحام حياتي؛…
-
موسيقى الأشياء..
لوقع الأحداث عليّ، موسيقى مخصصة؛ لكل حدث يمرّ على دماغي.. هُناك موسيقى.. وأحياناً أغنية.. ليس فقط أحداث.. هي أحداث ومواسم.. ومثلما تساءلت في الصغر عن العالم لو لم يخترع البشر الحساب والشهور هل سيكون للسنين معنى؟ هل سيكون هناك أي معنى للسنة؟ قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند النظر إلى العنوان بأنّي أقصد موسيقية الأشياء؛…