التصنيف: الرسائل
-
نشوة الصوفي في غمر تجلّي الأفكار
“لي في سماعك نشوة الصوفيّ في غمر التجلّي.. ولكل بوحٍ لذة فكرٍ كفجرٍ مستهلِّ”.. ما إن أتأمل كلمات سليم حيدر حتى أقِف لأتأمل حياته، هذا البيت الشعري تحديداً يتحدث عن نشوة الصوفي والتجلّي في عمق لوصف حالة روحية صرفة، ومن ثم ينتقل إلى اللذة التي تبتعد في الوصف الديني عن الروح لتكون أقرب إلى النفس…
-
ولهي عليك.. لا على الكتابة
لم يسعف تدويناتي وقلمي الذي أوشك أن يجف ولهي على الكتابة، فطوال الأيام الماضية كنت أحنّ إلى نقرات أصابعي على لوحة المفاتيح وأنا أُفرِغُ ما في صدري أو أنثر ما تغنّى لي به فكري في تدوينة أو ربما رسالة. كان ولهي على الكتابة قوياً، ولكنّي لم أشأ أن أجبر نفسي على ذلك، فالحروف التي يكتب…
-
كتابة الرسائل وقُدسية المشاعر
أُسدِلَ الستار عن شتاء هذا العام وأنا في عاصمة يأسرني الشتاء فيها قبل الربيع.. وقبل كُلّ المواسم.. كان جُلّ ما ألهمتني فيه فتنتها وبهاء أيامي فيها.. هو عدّة رسائل وتدوينات خرجت من قلبي ليستقر بعضها في البريد الإلكتروني الخاص بأحدهم، ونال بعضها حُرّيته ليُنشر مثل هذه التدوينة.. لم يُعلمني شيء كتابة الرسائل مثلما علمتني قوة…
-
تذكّرني عيونك..
عند نهاية موسم الصيف، وفي ذكرى موسم مولدي الذي تحتفل بِه جوارحي إن لم أفعل أنا.. أغنّي مع السيّدة فيروز أو مع فيلمون وهبي .. لأيلول.. وشِتاء أيلول مع أنه ليسَ شتاءً في بِلادي.. لكنّه لطالما كانَت بداية الخريف هي موسم جدّي المفضّل وكذلك موسم أبي.. موسم أخي الأصغر الذي لا يشبهني أحد في هذا…
-
أضرار غير مُعترف بها
إليكَ عزيزي الذي لا أُسمّيه.. تعرف جيداً أنّي عندما لا أبدأ أيامي بالجلوس خلف مكتبي، أمتِهنُ كتابة المقالات، أو الرسائل.. لم أتوقف عن الكتابة منذ أن ملأت دفتر والدتي بكتاباتي في عُمر الرابعة، فما كان منها إلا أن اصطحبتني إلى المدرسة، لأبدأ كل شيء في حياتي مبكّراً.. حتى ألمي الذي لقيته منك كانَ مُبكّراً ما…
-
ماذا أفعل بدفاتر أشعارك؟
كُنتُ في مرحلة مراهقتي عندما غنّيت مع كاظم الساهر للمرة الأولى “إنّي خيّرتُكِ فاختاري” استنكرت سؤال الشاعر لحبيبته! هل هذا سؤالٌ يُسأَل يا نزار؟ كيف يمكن لعاشقةٍ أن تختار البقاء والخلود بدفاتر الأشعار وتترك خِيار الموت على ما تُحِب؟ بعد عشرِ سنوات، وفي ليلةٍ من أسوأ ليالي آب.. استلقيتُ على سريري وحيدةً مُثقلةً بشعور اليقين…
-
فساتيني التي “أصمَتُّها”
كنتُ بجعةً بيضاء.. تدور حول ذاتها.. عند المساء.. في بحيرة البجع..لكنك لم تترك لي إلا أياماً متشحة بالسواد لم يبق عندي ما أقولهلستُ مضطرة لتعريف نفسيبصفاتي التي لم أتصّف يوماً بغيرهابنُبلي ووفائي وإخلاصيبصدقي وتفرّد مشاعري لم يبق عندي ما أحمله في صدريأكثر مما حملت، وحُمِّلت وتحمَّلت.. في كل مرةٍ كنتُ أُمسِك بيدي بأصدق شعوربأنبل عاطفةوفي…
-
متى نامَ القدرُ الساهِرُ عنَّا؟
“قال لي القلبُ: أحقًّا ما بلغنا؟ كيفَ نامَ القدرُ الساهِرُ عنّا؟ أتُراها خِدعةٌ حاقت بنا؟ أم ظنّة مما ظننا؟” – أقرب الأبيات إلى قلبي، من قصيدة الغد لشاعري المفضل الراحل إبراهيم ناجي. قصيدة الغد- صورة الخلفية لي في التاسعة عشرة من عُمري كنتُ أنام على هذه القصيدة قبل سنة من اللحظة التي قُلتُ فيها ما…
-
عِش ذنبك
خلق الله الحب قدرًا.. ووضعه في طريقنا.. وما إن أمسكنا بِهِ.. حتى سُلِبناه.. عيناكَ المتعبتان.. وجهك المُزْرَق وكأن الأكسجين لا يسري في دمك.. يداكَ المرتجفتان… صوتك المختنق.. أذكر ذلك كلّه كأنما حدث بالأمس.. كم منحتني يديك الأمان.. ولم تزل تمنحني ياه.. حتى بعد أن تلطخت بذنوب كل المآسي التي عشت.. وكل الآلام التي اختبرت.. وكل…
-
أوَ كلّما شَعَرت.. كتبت؟
أتأمل الجدار.. أتأمل السقف.. أتأمل الفراغ.. وأنظر لكل الأشياء من حولي، بتفاصيلها.. ما إن أفتح النافذة حتى أميل برأسي مع ضوء الشمس، أحدق في الأشياء الساقط عليها.. أتذكر أن سرعة الضوء سبقت التفاتة عنقي، لكن قوانين الفيزياء ليست تحت سيطرتي.. وُلِدت متأملًا.. أتأمل كل شيء.. وأفكر في كل شيء.. وأؤمن كثيرًا أنّي أشعر بكل شيء..…