الكاتب: noufelle
-
عدم الاكتمال..
مثل ياسمينة زرعت بين غابات نخيلِ.. أصابتها العدوى بداء النخيل ولم تكمل دورة تنفسها.. ومثل قطة ماتت على جانب الطريق.. لم يمهلها القدرلحظةً لم يمنحها الحظ فرصةً للعبور إلى الضفةِ الأخرى من الطريق الإسمنتي الطويل.. ومثل غيمة احتبس فيها المطر.. لاهي أنزلته وروت به الأرض ولا هي تخففت من حمله.. يخيفني عدم الاكتمال.. وأستدعي فكرة […]
-
بلادٌ تخنقني بذكرياتنا معاً
في ليالي الشتاء التي لا أجد فيها عملًا يُسلّي وحدتي ويبرر لي غيابي غير المبرر عن الحياة.. يحاصرني الأرق.. تمضي الساعات ويحترق الوقت تنتهي القصائد.. وأختنق بذكرياتي.. أختنق بكل زوايا المدينة التي جمعتنا.. عند الفجر في غرفة الإسعاف تسألني الطبيبة عن موعد عودتي من السفر كي تبني تصورًا عن علاقة محتملة بين أوميكرون وبيني أجيبها […]
-
هذا الليل ليس للبكاء بين يدي زرقاء اليمامة
أتنقل بين قائمة مفضلاتي من الشعر الذي يساعدني على النوم.. ومابين سفر التكوين وكلمات سبارتاكوس الأخيرةلا أمتلك الليلة حرية من يقول لا لهذا العالمأستمع إلى ما يعينني على مواجهة القُبح مرةً بعد مرةتتناثر أوراق أبي نواس من حولي حتى يلف الظلام سقف غرفتي ويحجب عني رؤيتها..لكن الطواحين لم تتوقف بعد في رأسي.. تدور في رأسي […]
-
أمل باندورا
أسير في الممرات الضيقة.. قاصدةً مكاناً لم أختبره.. لكن الوصف عبأ مخيلتي بما يعرّفني عليه دونَ أن يُرشِدني بدقةٍ إليه.. أتوقف عند رمزٍ أعرفه! أعرفه جيدًا حتى مع ضبابية الرؤية، وبخار الماء الذي غطى الزجاج.. عند عتبة الباب تقترب امرأة فارسية تكنس المكان وتحييني بالفرنسية “بونجوغ مادموزيل؟”.. أردّ التحية عليها وأتذكر أن فرانكوفونيتي ما هي […]
-
على شاهِدِ قبري: الملاك المُنتَحِب
تأسرني دائمًا فكرة الكتابة على شاهد القبر، كلمة أخيرة للحياة، يقولها الميت بعد أن مضى عهده فيها، لا التزامات عليه، ولا خوف من سوء الأقدار أو من تبعات كلمته.. أعجبني ما كتب على شاهد قبر محمود درويش من كلماته التي علقت كثيرًا في ذهني “على هذه الأرض.. سيدة الأرض، مايستحق الحياة!”، كذلك ما كتب على […]
-
الفضول المعرفي وشغف التعلّم
في كل مرة أشرع فيها في الكتابة عن أهم مراحل حياتي، أجدني أتوقف عند مرحلة الطفولة أو مرحلة الدراسة الجامعية.. كأن عمري ينقسم إلى مرحلتين: كنتُ طفلة ومن ثم دخلت الجامعة..كُنت طفلة تصحو مبكرةً حتى لا يفوتها اليوم ويبدأ بدونها.. أصحو مع طلوع الصبح في جميع المواسم، أركض إلى التلفاز وأتأكد من تشغيله إذا تأخرت […]
-
سِر.. فقد طال وقوفك في ظلال الحيرة
“صَعدتْ إلى شفتِي بلابلُ مُهجتـي.. ليَبين عنها منطقي ولسانـي”. -محمد إقبال. على امتداد رحلتي في ريف الجنوب الفرنسي، وتنقلي في منطقة Provence-Alpes-Côte d’azur لم أركب السيارة إلا مرةً واحدة كانت عند قدومي من المطار.تنقلت بين القُرى الواقعة على الجبال ونزلت إلى ضفاف النهر، على قدمَيْ.لم يكن غريبًا علي هذا، فقد اختبرت تجربة إطالة المشي، واستخدام […]
-
سماوات مُزيّنة بالنجوم.. على ضِفاف رُدانُس..
خصصتُ هذا الليل للمشي ولا شيء غيره، وما إن خرجتُ من غُرفتي حتى أخذني صمتٌ مهيب، لا وجود لأي مصدر ضوء حولي.. أرى طريقي من خلال نور القمر الساقط على الأجسام.. تأخر الوقت كثيرًا.. مشيتُ كثيرًا وما زلت أنظُر إلى السماء مجددًا وأستشعر هيبة المشهد، وجماله، وجلاله.. في حضرةِ مشاهد كهذه، وفي مواجهة الطبيعة، كلما […]
-
عن حقّي.. اللصيق بالشخصية..
أكتب هذه التدوينة بهدف توضيح مختصر للحقوق اللصيقة بالشخصية وفلسفتها والأفكار التي بُنيت عليها والمُتعلقة بها، الحقوق التي لطالما فُتِنت بفلسفتها.. واحتفظت بفكرتها على مدى السنوات اللاحقة لمعرفتي بها.. وكلما اعتراني خوف من ضياع حقوقي من هذا النوع.. أو كلّما حاول أحد الجهلة استعراض همجيته في محاولات الاعتداء.. أجِدني تشبثت بفكرة “هذا حقي الذي ثبت […]
-
غياب الآلهة.. المفترض
تغيبُ الآلهة عن كلّ سماءٍ تُظلّهم.. وتُشيح بوجهها عن أرضٍ تحتضنهم.. لو أنّ الجبال استحالت بفعل السِحر إلى مرايا.. أتُرى سيرون أنفسهم؟ أم أن جنون عظمتهم سيُخيّل لهم أنهم أعظم من مشى على الأرض كما في حالة غياب الانعكاسات وضبابية الرؤية.. تغيبُ الآلهة ولا تعود أبدًا لسماءٍ تعلو من لم يبنِ شيئًا.. ولم يقدم شيئًا.. […]
-
متلازمة الرجل المعنَّف..
كانت جارتنا في الحي “مُنتهى” امرأة معروفة بشخصيتها القوية، كانت البنات تراها قدوة لهن في تفوقها العلمي ونجاحها في عملها.. أبعدُ ذكرياتي معها وجودها دائمًا في حملات التطعيم قبل انضمامي لصفوف الدراسة.. وبعدما ذهبت إلى المدرسة، كانت تأتينا في حملات التطعيم المدرسية أيضًا، وما إن تراني حتى تُلقي التحية عليّ وتسألني عن حال والدتي ووالدي […]
-
لا أريدُ لهذه اللحظة أن تموت..
في كتابها “حول الفوتوغراف” تقول سوزان سونتاغ “أن التصوير فعل مشوب بالحنين، فن رثائي على أشيائنا الحميمية، وأن الضغط على زر الكاميرا يشبه الضغط على زناد بندقية في اقتناصها للحظة مع فارق التشبيه بين الآلتين، فنحن إذا انتابنا الخوف نطلق الرصاص وإذا انتابنا الحنين نطلق الصور”. وتقول أيضًا “الصور الفوتوغرافية التي تعبث بنظام العالم، تصبح […]
-
المدينة المتوحدة.. بذاتها
يقول إدوارد هوبر عن أعماله ” إن العديد من لوحاتي كانت مستلهمة من المدينة..إنها قطعة من نيويورك بكل بساطة، هذه المدينة التي تثير اهتمامي جدًا”. “أكثر لوحة نملكها إثارةً للمشاعر، وأكثر لوحة رومانسية تم إعادة استدعائها لتصف بدقة الشعور بالوحدة في أمريكا” -جويس كارول أوتس، عن Nighthawks. كثيرًا ما شغلتني لوحة الفنان الأمريكي إدوارد هوبر […]
-
عطش البُعد..
لم أفكر يومًا أن أدون أي مذكرات.. أو حتى ملاحظات عن السفر.. المطارات.. أو حتى الرحلات.. القصيرة منها أو الطويلة.. أكون غارقة في تلك اللحظات باللحظات نفسها.. وربما أكون مدفوعةً بشعور الرغبة في المغادرة.. الرغبة في البُعد.. وضرورة القطيعة مع أي شيء أفعله في أيامي العادية.. كل شيء في الطريق من منزلنا إلى المطار غير […]
-
متى نامَ القدرُ الساهِرُ عنَّا؟
“قال لي القلبُ: أحقًّا ما بلغنا؟ كيفَ نامَ القدرُ الساهِرُ عنّا؟ أتُراها خِدعةٌ حاقت بنا؟ أم ظنّة مما ظننا؟” – أقرب الأبيات إلى قلبي، من قصيدة الغد لشاعري المفضل الراحل إبراهيم ناجي. قصيدة الغد- صورة الخلفية لي في التاسعة عشرة من عُمري كنتُ أنام على هذه القصيدة قبل سنة من اللحظة التي قُلتُ فيها ما […]
-
فاحمل أفكارك وحدك..
إن أقسى ما في الخيل أنها تعاقبك على توترك بدلًا من أن تحمله عنك.. هذا ما كتبته بعد أول سقوط لي من الخيل قبل سنة من اليوم..كانَ التوترُ طارئًا علي.. واليوم أركب الخيل وأتنبه ذلك التوتر.. وكأنما طال به المقام عندي..كلّما قاومته.. أتاني بعمليات استطيان في نواحي جديدة..كلّما حاولت قتله.. قتل فيني شيئًا أريده.. والعالم […]
-
الأنا الأولى
يقول فرويد “الأنا الأولى هي الجسد”ودائمًا ما فكرت بعلاقة المرء بجسده.. وحظت باهتمامي معاني هذه العلاقة وتفسيراتها وانعكاساتها على حياة المرء..جاءت الأفكار حول الجسد إما مقدسة له أو مدنسة له بعدّه مصدر الخطايا والآثام..وأنا إذ أفكر في هذه العلاقة، أتأملها وآخذها جانبًا عن التحليلات العلمية أو التفسيرات الفلسفية من الخلفيات المختلفة..أرى أن الجسد بوابة الروح.. […]
-
عِش ذنبك
خلق الله الحب قدرًا.. ووضعه في طريقنا.. وما إن أمسكنا بِهِ.. حتى سُلِبناه.. عيناكَ المتعبتان.. وجهك المُزْرَق وكأن الأكسجين لا يسري في دمك.. يداكَ المرتجفتان… صوتك المختنق.. أذكر ذلك كلّه كأنما حدث بالأمس.. كم منحتني يديك الأمان.. ولم تزل تمنحني ياه.. حتى بعد أن تلطخت بذنوب كل المآسي التي عشت.. وكل الآلام التي اختبرت.. وكل […]
-
لي حقٌ في الغيابِ
لي حقٌ في الغيابِ مثلما حقي في الحياةِ لي حقٌ في العودةِ إلى نقطة الصفر.. وساعة الصفر التي سبقت اللقاء لي حقٌ أن أغيب على طولِ المدى.. ولي ألا أعود! لي حق في الكتابة بقلم الرصاص.. بعد أن رفضت استخدامه مرارًا في حل مسائل الرياضيات.. لأنّي لا أُخطِئ.. كُنتْ. وللقدر أن يسمح للرصاص بالمضي مع […]
-
أوَ كلّما شَعَرت.. كتبت؟
أتأمل الجدار.. أتأمل السقف.. أتأمل الفراغ.. وأنظر لكل الأشياء من حولي، بتفاصيلها.. ما إن أفتح النافذة حتى أميل برأسي مع ضوء الشمس، أحدق في الأشياء الساقط عليها.. أتذكر أن سرعة الضوء سبقت التفاتة عنقي، لكن قوانين الفيزياء ليست تحت سيطرتي.. وُلِدت متأملًا.. أتأمل كل شيء.. وأفكر في كل شيء.. وأؤمن كثيرًا أنّي أشعر بكل شيء.. […]