ليالي نيسان

First Spring Flower- Artist Unknown.

للربيع في ذاكرتي ألقٌ خاص، كل ما تحتفظ به ذاكرتي من جمالٍ للطبيعة في منزلنا العتيق مرتبط بالربيع، وإن كُنتُ ابنة الخريف!

By Taryn Knight

رمضانٌ والناس صيام، وأنا طفلةٌ لا يعنيني ذلك شيئاً، أركض في باحة المنزل وأجمع الفراشات على كفّ يدي، وما إن فُتِنتُ بها وقررت تربيتها، وصنعتُ لها من دولابي منزلاً حتى ماتت!

“للطبيعة أحكامها، فلم تمنح الفراشة بيتاً كبيتنا لأنها ستموت إن عاشت فيه” هي أول قاعدة علّمني إياها نيسان، ولأن الربيع في مدينتنا أطال الغياب فقد تطلّب الأمرُ (٢٢) عاماً حتى أعود لتأمّل الربيع تحت سمائها.

كان لعدو الخيل تحت المطر نصيب الأسد من يومي، ولم يمنعني شيء من إكمال جميع المسارات التي رسمها لي مدربي.

في طريقي إلى النادي كانت فيروز تغنّي “حلوة سرقوها من جفونّا ليالي نيسان”، وأذكر في هذا أنّي عندما أصِفُ قدرتي على التعافي من آثار كلّ يوم في اليوم اللاحق له لا أجِدُ وصفاً أكثر دقةً من أنّي أقوم من تحت الردم، كزهرة لوزنٍ في نيسان.

أكرمتنا ليالي نيسان بالمطر هذا العام، وأنا ابنة الصحراء التي ترى أنّ المطر هو عزاء عن بؤس الأيام كافة.

%d مدونون معجبون بهذه: