قالت لي العرّافة- الجزء الثاني

By Robert Peters.

من الصحراء تبدأ كُلّ النبوءات، وفيها يعي الظمآن أن ما يلحقه ليس إلا سراباً..وتنتهي بذلك بعض حكايات الأمل..

نائمةً كُنتُ وأيقظتني طيور بريّة، لا أُميّز من أنواعها شيئاً ولا أعرف من أعضاء مجموعاتها أحداً..

تركتُ خيمتي واتجهتُ بحثاً عن الماء، كان أول ما يشغلُ بالي عند الاستيقاظ صلاة الفجرِ، كانَت برودة الماء تُضفي حُمرةً على بشرتي تارةً، وتارةً تمنحها صِبغةً بنفسجية ..

فرغتُ من الصلاة وإذا بالطيور تحومُ حولي، تُخاطِب بعضها بلغةٍ مشتركة بالرغم من اختلاف الأنواع، وتفهم جميعها مغزى الدوران..

نثرتُ لها القمحَ وتمددتُ أنظُر باتجاه السماء ونُجُومُها.. قطع استرخائي صوت المارّة، واعتدلت بجلستي..

اكتسى الأُفق بلونُ الشفق، وما إن شقّتِ الشمس خيوط الأفق، حتى اقتربت نحوي امرأةٌ رأيتُها وأنا ابنة الخمس سنين، هي بِذاتها عرّافة تلك الصحراء، سألتني عن حالي بثقتها في معرفتي بها، قُلتُ لها بأنّي بخير، وأنّي اكتشفتُ أُكذوبتها، حيثُ لا يموت الناس من رصاصةٍ بالساق!

كانت مشاهد صراعات العصابات في الدراما المكسيكية تبدأ بإطلاق النار على ساق أحد أعضاء العصابة المُعادية، وكان ذلك مجرد تهديد أو إعلان ببدء حرب العصابات، لا يموت أحدٌ من رصاصة أصابت ساقه يا سيّدة الخُرافات..

By Mark Maggiori

أجابتني بُسرعة ودون أن تُفكّر بكلماتها، بأن الحِصان يموت إنْ كُسِرَت ساقه، أو يُقتَل بعد كسر ساقه، وعليّ أن أفهم هذا بدون شرح، ومضت في طريقها ومضيتُ أنا عائدةً إلى الخيمة.

كان للفروسية في حياتي نصيب الأسد من الحب والشغف والولع، ولم أتركها إلا بعد أن فقدَتْ أُسرتي الممُتدة أحد أركانها الذي كان سبباً في ولعي بالفروسية وكان داعماً لي فيها..

عُدْت إليها فيما بعد، ولم أشأ أن أترُكها أبداً.

%d مدونون معجبون بهذه: