تم إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة -التي عُرِفت فيما بعد باسم هيئة الأمم المتحدة للفتيات والنساء- عام ٢٠١٠ م، وتهدف الهيئة إلى أن تكون النصير العالمي لقضايا المرأة والفتاة حول العالم، وإحراز التقدم في قضايا المرأة.
وبالنظر إلى أهداف هيئة الفتيات وأولوياتها، نجد أنها تركّز على عدّة أولويات استراتيجية، أوّلها “قيام النساء بقيادة أنظمة الحوكمة والمشاركة فيها، والاستفادة منها على قدم المساواة”.
تربط هيئة الفتيات هذه الأولوية بالتحدي القائم في بعض دول العالم من عدم المساواة في الأجور بين الجنسين، والفجوة في التعليم والحرمان من الحصول على التعليم الأساسي والرعاية الصحية، إضافةً إلى ذلك، فإن النساء في بعض دول العالم يعانين من التمثيل الناقص في صنع القرار الاقتصادي والسياسي.
وبحسب هيئة الفتيات فإن تمكين النساء في قيادة أنظمة الحوكمة هو جزء لا يتجزأ من السعي في القضاء على التمييز ضد المرأة وسدً الفجوات المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين.
ولتحليل وجهة نظر تلك الهيئة التي تعدّ كيانها نصيراً للفتيات والنساء حول العالم، لا أجد إقراراً بعجز المرأة عن القيادة صريحاً مثلما إقرار تلك الهيئة، حيث إن التركيز على قيادة الفتيات لمجالات معيّنة بحجة القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة، هو إقرار بأن الفتيات بحاجة إلى تمهيد الطريق للقيادة أو تعبيده بالورد، إن صح التعبير، إن القيادة هي إحدى تجليات القوة الفارقة في التاريخ الإنساني، والقوة بمعناها الشامل ليست متعلقة بالقوة البدنية ولا دخل لها بالفروقات بين الجنسين..
لا يمكن أن يتم دعمك وتنميتك وإدخالك في مجال لِتُصبِحَ قائداً، فالقيادة قوة، والقوة يجب أن تنبع من صاحبها، لا يُمكن احتواء القادة وتبينهم والسهر على تمكينهم، فالقيادة تُستَحَقْ ولا تُمنَحْ.
إن هيئة الأمم المتحدة للفتيات مِثلَ معظم المنظمات ذوات الأهداف المتشابهة، لا تعدو عن كونها ترسيخاً للصورة الذهنية القائلة بعجز المرأة عن أشياء كثيرة؛ من بينها القيادة.