
لم يسعف تدويناتي وقلمي الذي أوشك أن يجف ولهي على الكتابة، فطوال الأيام الماضية كنت أحنّ إلى نقرات أصابعي على لوحة المفاتيح وأنا أُفرِغُ ما في صدري أو أنثر ما تغنّى لي به فكري في تدوينة أو ربما رسالة.
كان ولهي على الكتابة قوياً، ولكنّي لم أشأ أن أجبر نفسي على ذلك، فالحروف التي يكتب لها الميلاد لن ترى النور قبل موعد ولادتها.
رأيتُكَ قبل أسبوع بصورة الكيميائي الألماني يوهان جورج فاوست، الذي خلقه العقل الألماني وتوارثه كأحد أساطيره. كان يوهان جوته باعث روح فاوست هو بطل حديثنا تلك الليلة، كنت سأكتب لك عمّا شعرت به خلال الحديث، لكنّي تذكرت أن النص الذي دوّنته قبل ستة أشهر عن غريزة الشيطان كان بتوقيعك.
قادتني تأملاتي فيك إلى كتابة الكثير، وقول الكثير، وفعل الأكثر.
لكنّي ومع هذا، لم أجرؤ على الحديث بهذا حتى إلى نفسي، أكتم كل شيء لأن كل شيء سيرى النور يوم مولده، أو هكذا يقودني إيماني هذه الأيام.
هذه الليلة شعرت بالبرد لأول مرة هذا العام، ورأيتنا سويةً في مشهد لم يرسمه أحدٌ إلا صديق يوهان غوته، الفنان كارل جوستاف كاروس، كنّا سويةً نتأمل شتاء فايمار ونحرق أيامنا التعيسة مع الحطب.