
كم يشوه حروفنا نزع الحقيقة منها
كم يميت أرواحنا غياب الحقيقة عن حياتنا
ونحن نشترك في زيف هذا العالم
ونجدد اشتراكنا كل يوم لآداء أدوارنا في هذه المسرحية
مسرحية لا نتقاضى عن آدائنا فيها أي أجر..
تنزع منّا صدق مشاعرنا
تحجب عن العالم بستائرها حقيقتنا
وتقدّم لهم ما تم رسمه مسبقاً للمشاهدة
للمعاينة والاستماع
وتصنّع الاستمتاع..
تُخسِرنا كل شيء..
حتى أموالنا التي جمعناها بشق أنفسنا
نهدرها على شراء الملابس
وعلى التدرّب لآداء الأدوار
ويتقاضى منّا القائمون عليها أجراً مقابل ذلك الآداء..
ندفع لأدوارنا البائسة..
دون جدوى
ونستمر في لعب تلك الأدوار
دون فائدةٍ تُذكر
ويمُرّ العمر ولا يتغير شيء
يزيد أجر المؤلف والمخرج والكاتب الذي يتغير هو الآخر..
لكنّك الوحيد الذي يدفع أجورهم
دون ترقيةٍ تُذكر…
يُسدل الستار عن أيامك
الستار الذي دفعت قيمته..
وذهب أجر تذاكر الحاضرين إلى الرُعاة
ولم يلحق جيبك حتى في مماتك أي شيء
ولو تكريماً!