
العالم من ثُقب سنارة
أترك خلف ظهري هوايات كثيرة، محملة بالشعور بالذنب حيال إهمالها أوقات انشغالي، وما إن أعدد تلك الهوايات حتى أُدرِك ارتباط معظمها بالطقس، وأن ما سيأتي بها هو قدوم الخريف..

باريس، ٢٠٢٢
افتقاد المدن.. الأماكن.. لا الأشخاص
أصحو مبكرةً وأسحب نفسي لإطار الالتزام عنوةً على سجادة التمرين.. أفتَحُ نافذتي وأُذكّر نفسي بأن معركتي مع الربو يُمكن تقليص الفارق لصالحي فيها إذا قضيت شوطاً طويلاً من التنفس بجانب كلّ تلك الأدوية..
كل شيء ناقص في أيامي وإن حرصتُ على ألا أبقي لأي نقص في اليوم أي أثر، أفتَقِدُ صباحاتي في باريس، أفتقد المشي في شوارعها وطُرقاتها، أفتقد يومي الطويل جداً فيها والبادئ مبكراً دوماً..

أحشُدُ كلّ ما يُذكرني في صباحات تلك المدينة، رائحة الزبدة المختلطة بالمخبوزات، كريم بروليه، وأعمال فنّية كثيرة..

أفتَقِدُ باريس في المساء، رائحة التبغ في الممرات وصوت الموسيقى الكلاسيكية.. الإضاءة الخافتة وقطر المطر.. المطاعم القديمة وعشائي المُتأخّر، وصوت المُسنّ الإيطالي وهو ينصحني بالجلوس في الداخل لأن البرد سيؤذيني بعد قليل!

أخرُجُ إلى مكانٍ مشابه، وألتقط صورة لإثبات عدم وجود الشبه، إلا في خيال مصممه..