
“ليتني أختصِرُ العُمرَ اختصاراً..”
في بداية العام ٢٠١٥ تعرفت على قصيدة الغد لإبراهيم ناجي، بدأ ذلك العام بشتاء بارد جداً، لم يختفي أثره إلى نهايات فبراير، وطوال فترة الشتاء تلك كنتُ أستمع إلى القصيدة مغناة بصوت الفنانة اللبنانية/ المصرية سعاد محمد؛ تارةً، وأقرأها تارةً أخرى..
طالَ استماعي إلى القصيدة، حتى قررت الحصول على نسخة تسجيل عال الجودة منها، وتنزيلها على حسابي في ساوند كلاود، مع صورتي في الخلفية، لفرط ما ارتبطت تلك القصيدة والأغنية فيني، لم أعد أقبل خلفيةً لها غير نظرتي إلى سقف مبنى كلّية الحقوق والعلوم السياسية في اللحظة التي التقطت لي تلك الصورة..
استيقظت اليومُ وأنا أسألُ نفسي، عن العُمر القابل للاختصار، هل هو موجود حقاً؟ هل اختصار العمر هو فعل قابل للحدوث -عرضياً- أو التطبيق -إرادياً-؟
توالت على ذهني القصائد التي تذكر هذا الفعل، بصورة مرتبة جداً، وكنتُ أستمع إلى ألحانها..
بدءاً من قول الشارع السعودي عبد الله أبو راس “أنا أحب اختصر عمري في ليلة جنبك أسهرها”.. إلى كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن في رائعته “لو باقي ليلة” التي تمحورت بكاملها حول آخر ليلة في العمر التي يودّ لو يقضيها بجانب من يحبّ..وقد أطلت التأمّل والاستماع إلى كلّ هذه الأغاني في رحلتي إلى المقهى القريب..
وقبل احتفالي بذكرى ميلادي وإضافة رقم آخر إلى رصيدي من العيش في هذه الحياة، أردت الاعتراف بما أفكّر فيه دائماً، من أن حياة واحدة لا تكفي لما أطمح به من العيش، لا تكفي لعمل كل ما أريد عمله، لا تكفي للكتابة، ولا تكفي للركض في ميادين الفروسية، ولا لصنع القيمة التي أطمح إلى رؤيتها في عملي، ولا لإشباع فضولي المعرفي وشغفي للتعلم..
كم نحتاج من العمر يا الله؟ أطمع في بركة الوقت، وأعلم أنّي قطعت أشواطاً كبيرة في هذه الحياة في سنّ مبكرة، وبكّرت في أشياء كثيرة.. ولا أرغب في اختصار عمري بأي شيء..
ربّما يكون حظّي في هذا، أنّي لا أنام كثيراً، أستيقظ تقريباً ٢١ ساعة من كلّ ٢٤ ساعة..