
لوقع الأحداث عليّ، موسيقى مخصصة؛ لكل حدث يمرّ على دماغي.. هُناك موسيقى.. وأحياناً أغنية..
ليس فقط أحداث.. هي أحداث ومواسم.. ومثلما تساءلت في الصغر عن العالم لو لم يخترع البشر الحساب والشهور هل سيكون للسنين معنى؟ هل سيكون هناك أي معنى للسنة؟
قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند النظر إلى العنوان بأنّي أقصد موسيقية الأشياء؛ أي أن تتخذ كل الأشياء شكلاً مرتباً على السلّم الموسيقي، مثل نوتات متناثرة تحتفظ كلّ منها بمكانها ولا تُشارك النوتة الأخرى في صوتها، لكنّه ليس كذلك، فنحن في فصل الصيف ولا يُمكن لي أن أرى الكون البديع بهذه الصورة.. تُذيب شمس الصيف صور العالم البهيّة في مخيّلتي، ولا تترك لي إلا العزاء في الموسيقى..
وأسأل نفسي اليوم، هل تتكرر الأحداث بسبب تكرار المواسم؟ في كلّ الصيفيات أعيش هذا! ولا مواساة إلا في بضعة مقطوعات وأغانٍ كثيرة..

وما إن يأتي سبتمبر حتى أرى كلّ الأحداث؛ منذ استيقاظي فجراً وحتى عودتي إلى المنزل مساءً… أراها رائعة عمّار الشريعي.. البداية.. أو العودة إلى نقطة البداية..
هل يرتبط هذا بالعودة إلى المدارس؟ ببداية حكاية عام دراسي جديد؟ انتهت سنوات دراستي ومازال سبتمبر هو شهر البدايات..
هل يرتبط هذا بعيد ميلادي؟ ولدت في نهايته.. والدراسة تبدأ في مطلعه…
لا شيء سوى الطقس يمثّل عاملاً ثابتاً في هذا..
ولهذا فإن موسيقى الأشياء ماهي إلا خلفية موسيقية عريضة وممتدة للمواسم.. لكل موسم خلفيّته الخاصة به، والتي لا تنازعه فيها المواسم الأخرى..
تشتغل هذه الخلفية بصوت خافت.. لا يرفعه سوى الصمت والهدوء.. لا يوضّحه سوى التأمّل.. وتأتي أعلى هذه الخلفية موسيقى الأحداث..
تلعب في رأسك موسيقى طوال اليوم، تعبّر عن صدق الأحداث أو كذب الرواية.. عن الغلّ في قلوب الناس.. وعن الاضطراب عند مواجهك أي حقيقة..
تُذكّرني الخلفيات الموسيقيى بآخر مرة عزفت فيها البيانو في صيف العام ٢٠٢٠، وأتذكر أن البيانو كانت تتطلب حضور الذهن.. وصفائه.. قوة الذاكرة.. والشعور بالنغمة..
وأشتاق إلى البيانو، علّ شوقي إليها يُعيدني إلى ما يُخفف عنّ روحي ثقل أيام الصيفية..
الساعة السابعة إلا ربع، والشمس تحزم حقائبها مشكورةً في نهاية التعبير عن الصيفية.. والخلفية الموسيقية لمشهد الانفراج هي أُغنية للقمر