الحروف التي تموت..

Gennadiy Dnreprov

لم يكن نزار قباني أحد شعرائي المفضلين في أي من مراحل حياتي

ولكن ذلك لا يعني على أي حال أنه ليس شاعراً عظيماً في مقاييس عدة

كنت أنتقد أشهر قصائده وأتساءل “لماذا يقول هذا؟”

لمَ يخيّر امرأة بين ميتتين في سبيل الحب، إحداهما تأخذها إلى الجنة والأخرى إلى النار؟

ولم عسى امرأة أن تختار؟

وهل من الواجب أن يموت الإنسان في الحب؟

قد يموت الحبّ ويحيا الإنسان يانزار..

هذا ليسَ هو ما يهمني في ما كتبه، ما يهمني حقاً هو قوله “كلماتنا في الحبّ تقتل حبنا، إن الحروف تموت حينَ تُقال”..

أراها أصدق كلمات يمكن أن تصف موقفي من الحديث عن الحبّ

لم أكتب إلا بعد موت الحبّ

كل الأحاديث عن الحبّ هي تأبين لذلك الحبّ

يُكمل نزار في قصيدته البديعة وصف الحبّ في قوله “لكنّه الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال.. هو أن تظلّ على الأصابع رعشةٌ وعلى الشفاة المطبقات سؤال..”

يُكمل نزار قصيدته وأنا أكمل طريقي وأمضي إلى ليلٍ تطول فيه على الشفاة المطبقات الأسئلة..

يطول الليل ولا يخبرني صمتي إلا بأن أصدق الكلمات.. هي الكلمات التي لم نقلها..

%d مدونون معجبون بهذه: