
أعود إلى الخيل
أعود إلى ركوبها بعبارة أكثر دقة..
لأنّي لم أعد إلى ارتباطي بها
حبّي لها وثقتي بها..
وكأنّي حاكم عاد إلى بلدته بعد تعرضه لانقلاب طعناً وغدراً
أعود إلى ذات الميدان الذي سقطت فيه بفعل الخيل غير المؤهلة
ليته كان خطئي لأصححه
ليتها كانت قفزاتي الأولى في الفروسية
حتى أتذكرها لأضحك عليها لاحقاً
لم يكن خطئي
وفقدتُ ثقتي بالخيل
فقدت ثقتي بطاعتها
باستجابتها
وبهذا التواصل بيني وبينها
بتلك اللغة التي نفهمها أنا وهي..
عُدتُ اليوم لأتحكم بها
وأنا أخافها
ويالها من مُفارقة
حاكم يُحكم قبضته على كل شيء
ويُمسك بزمام الأمور
لكنّهُ يخاف المحكومين..
انتهت الحصة الأولى
وطلب منّي مدربي انتظاره وسط الميدان
ركب خيله وطلب مني مراقبته
وقف بجانبي وطلب منّي أن أركب خيله
وقال لي أن هذه هي حصة الثقة
إن لم أثق به وبحصانه
فلا يمكن أن نتوقع العودة إلى مستواي السابق قريباً
قلت له “توقفت عن مجاملة الناس منذ وقت طويل، ادع لي أن أثق بك، لأن ثقتي لن تعود إلا بمعجزة سماوية”
قال لي “اعتبريه تحدٍ لي، واهزميني، لا تثقي بي!”
قبلت التحدي وركبت خيله، لأخطو خطوات خجولة لا تشبه مستواي ولكنها تسير باتجاه العودة إليه..
هذا كلّه سينتهي بيومٍ أو يومين
لأن المتمكن من السيطرة
لن يفكر بأي احتمالات لفقدانها، أبداً