
عرفت كتابة الرسائل متأخراً
لم تكن الرسائل سهلة وطيّعةً لي في مراحل عمري المبكرة
كانت كتابة المذكرات سهلة ولم تسبب لي المتاعب
وكان التدوين فيما بعد هو أكثر ما أحبّ فعله..
لم أتعلّم كتابة الرسالة إلا بعدما فاضت مشاعري وحُمِّل صدري بما لم يحتمل..
كنت أغنّي مع السيدة فيروز
وأنادي مرسال المراسيل
الذي كان في مخيّلتي مقصوراً على أهل الضيعة القريبة وربما البعيدة
لكنّه لن يكون مرسالاً لي
لم يكن لي نصيباً من مراسيل ضيع ذلك الزمان الذي غنّت له فيروز أحلى أغانيها..
لكنّ البريد الإلكتروني قام بالمهمة لاحقاً
وقامت مشاعري بتعليمي أساسيات صياغة الرسالة
صحيح أنها في البداية تأثرت بصياغة المحتوى الإعلامي والمستندات القانونية
ولكنّي كنت أصوّبها أثناء الكتابة
وأعيدها حقيقية، خالصة إلا من مشاعري..
ومع مرور الوقت، لم يجب أحداً رسائلي برسائل
كانت الرسالة تدور في فلكِ نصوصي الخاصة جداً
وتُغادر هذا الفلك متجهةً إلى المُخاطَب بها
إلى صاحبها.. المعني بها..
حتى صحوت في يومٍ بارد من أيام فبراير/ شباط
ووجدت رداً على أصدق رسالة كتبتها في حياتي
ولا أنزع الصدق من باقي رسائلي بقولي هذا
لكن تلك الرسالة تحديداً لم تخضع لأي تدقيق أو فلترة
رميتُ مافي صدري وصغطتُ على زر الإرسال
وكانَ الردُ أن الهزيمة أمام المشاعر
لا يوازيها شيئاً سوى الهزيمة أمام ما كتبت
وكانَ هذا عزائي في كلّ ما كتبت
حتى انقطعت المراسيل
وعُدّتُ لا أعرفها إلا في الغناء مع السيدة فيروز.. كما كُنت.