
لم تشعر الملائكة بالغيرة من آدم ولم تبد أي استياء من أمر الرب بالسجود له.
من هنا كانت العلاقة بين الملاك و البشر
فلا يمكن للملاك أن يحسد البشر
الشيطان وحده من يفعل ذلك.
– كتبت هذه الكلمات في مذكرتي، ٢٠٠٦.
تشترك جميع الكائنات الحيّة في وجود الغرائز..
وإن كان البشر قدّ حدوا من تلك الغرائز وعدّوها خطايا في بعض الأحيان..
لكنّ الشياطين وحدها لديها غريزة فريدة.. لا يشترك فيها أحداً معها، إلا خَرَج عن نوعه الذي خُلِق عليه، وأصبح شيطان أشر..
حسد مفستوفيليس فاوست على ما أتاهُ الله مِن عِلم، وقايضه ببيع روحه إليه، ولم ينجو فاوست إلا بعد أن أتاهُ صوت السماء بخلاص روحه من مكر الشيطان..
في تأملاتي لأساطير الخلق بين مختلف الأديان، دائماً ما اعتبرتها مراحل مختلفة من تطور العقل البشري، ودائماً ما وجدتها فرصةً للتفكّر والتحليل، ومحاولة معرفة جذور الفكرة لتحديد تطور أنماط التفكير البشري..
لكن عندما يأتي الأمر عند أسطورة الشيطان، في حقيقة الأمر لا أراها أسطورة، هي حقيقة تعيش معنا حتى اليوم، ولطالما كانت موجودة على مرّ الزمان..
إن شياطين البشر ليسو سواء، مكر بعضهم أشد من الآخر، لكن الحسد وتدمير ما صنعه البشر هو هدفهم الرئيس..
يحسد شياطين البشر الشخص على جُهده وتعبه وعمله.. يحسدونه على كل شيء.. ويودّون لو تمكنوا من نزع كل ما بين يديه..
الذي لم يأته أساساً إلا بشق الأنفس، إلا بالكدّ والتعب..
يحسد شياطين البشر الإنسان وليتهم يتحلّوا بشرف الخصومة، ليتهم يتحلّوا بالشجاعة، لكنهم جبناء ذليلين، يدسّون السمّ في العسلِ.. يقدّمون لهُ وجهاً ضاحكاً مبتسماً حتى يتمكنوا من نشر سمومهم قدر المستطاع.
يُصلّي بعض شياطين البشر -زعماً- لله، يصلّون ويستغفرون.. يبكون ويتضرعون.. يمثّلون دور المظلوم.. المُعطي..
سقطوا إلى وحلِ القذارة.. الدناءة والانحطاط.. وفازوا بذلك فخورين، لأنه يخيّل إليهم بفعل “البارانويا” أنّهم شيئاً مذكوراً.