
“كعُشبةٍ يحييها الصُبح ويُبهجها المطر”
تصِفُ هيفاء نفسها بهذه الكلمات..
عَرُفتها في نهاية العام ٢٠١٤، كانَ لها صفحةً استثنائيةً.. تفوح من صورها رائحة بخور العيد..
تغمرك نوافذها برائحة الياسمين، وهي تفتح النافذة على صوت فيروز “في باب غرقان بريحة الياسمين”..
تصوّر قهوتها فتأتيني رائحة القهوة كلّما تأمّلتُ صوَرها..
رأيتُ صورةً لمعصمها مع فنجان القهوة، معصماً يشبه معصمي الذي أحبّ تصويره، ليقين علمي بشدّة تميّزه.
كلّما شارَكَت تفاصيلاً أكثر، كلّما شعرت بأن هذه البنت تُشبهني أحياناً، وتُشبِه أخواتي أحيان أخرى..
وزال الاستغراب عندما تحدثت عن أمطارِ رفحاء التي تحبّ أن تصوّر نفسها وهي تستقبلها..
تستقبل هيفاء الصُبح بطاقة كل العالم.. وتصدّ عنّا قُبح هذا العالم حين ترفعُ رأسها لاستقبال المطر..
هيفاء لا تصنع الجمال، هي تفيض علينا بجمالها..
تُسَمّي يومَ الجُمعة بالجُمعة السعيد.. وأنا لم أعرِف معنى الجمعة السعيد إلا بعد الحياة العملية.. أصبح الجمعة سعيداً بكل ما فيه، بما في ذلك محتوى هيفاء الصباحي..
يقول جبران خليل جبران “إنّ الجمال هو نصيب المتأمّلين”، وكثيراً ما اقتبست هيفاء هذه العبارة وهي تفتح نوافذها لاستقبال الصباح، أو عند قطفها لورود حديقتها..

تزيّن هيفاء نوافذها بالأزهار، وتطلّ بعض أزهار حديقتها على تلك النوافذ..
تعرف الفرق جيداً بين مساءات أيلول وليالي تشرين.. وتحبّ أيام كانون الباردة..

تزيّنُ جدران منزلها بصور السيدة فيروز، وآخرين..

تقطِف هيفاء عشبة البابونج من أرضِها مطروحة البركة..

ما إن تنزل قطرة مطر، حتى ترى هيفاء توثّق رحلةً قصيرة لطقوس استقبال البدو لهذا المطر..
يطول الحديث عن هيفاء وأسلوب حياتها وما تنشرهُ من جمال، وقد لا تعلم هيفاء كم من الجمال يأتينا منها.. وكم هو حظنا سعيد بصداقتها، برفقتها ورؤيتها..
وأنا اليوم هُنا لا يسعني المقام لأروي لكم كم أحب هيفاء، وكم أنا محظوظة بهذه الصداقة.
دُمتِ هيفاء جميلة وسعيدة.. كما تُحِبّنا ونحبها.