ترنيمة سلام لأرواح الوحيدين

Jakub Schikaneder (1855-1924).

https://soundcloud.app.goo.gl/Njcu6o3MTvZF27gT7

لأرواحٍ ميّتة.. ولم تزل تشعُر أنّ في الصدرِ قلبٌ ينبِض، ونَفَسٌ يتردد..

-لم تركت نفسكَ وحيداّ؟ ولم اخترت أن تكون في أعداد الوحيدين، باكياً على قارعة طريق، تائهاً في أرجاء الأرض باحثاً عن مأوى..

– كنتُ أدعو الناس، كلّ الناس، في كل يوم إلى لقائي.. ولم يحدُث أن التقيتهم، يتوقف الأمر عند الدعوات دوماً..

كنتُ إذا ما فرغتُ مِن العمل أنتظرُ من يسألني عن حالي، فلا أجِد إلا أمّي قلقة علي تتلافى السؤال أحياناً لحماية نفسها من صدمة مكروهٍ أصابني.. لفرط ما كنتُ أغيب.. عملاً وإدماناً له..

كنتُ إذا ما تهيئتُ إلى النومِ اختنقتُ بذكريات الرفضِ والغدرِ معاً..لمَ كان الغدرُ دوماً سلاحاً مُشهراً في وجهي؟ ولمَ كانَ الرفضُ المُقنّع بالقبول هو كلمة السر التي تفتح جميع دفاتر أيامي؟

وكانتِ القاضية.. حينما حاولت إنهاء حياتي، أطلقتُ نداء الاستغاثة، وكانَ الردّ بالتخلّي.. بالتكذيب وانعدام الثقة في صدقي.. باللامبالاة.. بهذا الخوف المتردد في النظر إليّ.. بهذه الرجفة التي تملأ كلّ من يقترب إليّ كأنما هو مقبل على ارتكابِ جرم.. هذا الحسد الذي يحيط بكل ما يصل العالم بي.. هذه المقاومة التي يتكبّدها الجميع حينما يُقاتلون.. لبقائي في حياتهم..

وكانَ حُكمِي النهائي مسبباً، أنّي أنا مُحِبّ الحياة، والمفتونِ بها.. الشاكر لله ولعطاياه وهداياه -وأولاها الحياة- لم أكُن لأُنهي حياتي، تحت أي ظرف من الظروف، ولأي سبب من الأسباب، وما كان ذلكَ سوى نداء الاستغاثة النهائي، واختبار المحكّ، الذي فشِلَ فيه الجميع..

وبقيتُ وحيداً حتى الأبد..

%d مدونون معجبون بهذه: