
مِثل الغمامة السوداء
عتمةٌ يغشى بها الشك بصر المحبوب
ثقلٌ يجثم على صدره
لا يعلم ما يفعله في صراع بين المَحكِي
وبين المكنون في الصدور
والحقيقة غير الظاهرة..
بين ما يَشعُر به، وما يحذره منه عقله..

“كأنّي طاف بي ركْبُ الليالي”
كأنما مضت الليالي ومعها الناس ولم ألحق بهم وأعرف حقيقة ما يقال..
“وما أنا بالمصدق فيكَ قولاً ولكنّي شقيتُ بحسنِ ظنّي”.
في قصيدته “ثورة الشكّ” عبّر الأمير الراحل عبدالله الفيصل عن أقسى ما يمكن أن نعيشه.. حالة التناقض بين ما تسمعه الأذن وبين تكذيب القلب لما سمعنا، بقوله: “يُكذّب فيك كل الناس قلبي
وتسمعُ فيكَ كلّ الناس أُذني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا
ولكني شقيت بحسن ظني”.

عند مفترق الطُرُق، يمضي الفيصل في تعبيره عن شقائه بهذا الشك، وشقاء قلبه بهذا الحب، طالباً كلمة الفصل في النهاية..
“وبي مما يساورني كثير
من الشجن المؤرق لا تدعني
تعذب في لهيب الشك روحي
وتشقي بالظنون وبالتمني
أجبني إذ سألتك.. هل صحيح حديث الناس؟”

لكن الشاعر لم يُغفِل عنا سر وقوعه في ذلك الحب، وإن كان خبره قد أتى في قصيدةٍ أخرى.. فعبّر عن العينين اللواتي قتلنه، فمن أجل تلك العينين عشِقَ الهوى.. ومن أجلِ تلك الفتنة اهتز كيانه..