
المشهد الأول
يلعب أحمد في فناء بيتنا
يعتني بحيواناتي الأليفة
يرافق أخي طوال اليوم كمن لا يملك بيتاً يعود له
يستخدم أقلامه ودفاتره
ويتقاسم معه وجبته المدرسية
يتأخر أحمد عن أداء دروسه
يتغيب عن مدرسته
يختبئ خلف جدرانِ منزلنا
يعود أبي من العمل فيجده جاثٍ على رصيف المنزل
مطروداً من بيت والده
يعود أبي فيجده يبكي
يصحو أبي فيسمع صراخ طفل
يتجه إلى البيت المجاور
يجد أحمد وقد قيده والده في فناء المنزل
وتعرض للضرب من زوجات أبيه
يحرره أبي من الحبال التي تقيده
يأتي به لينام في ملحق بيتنا..
يكبر أحمد قليلاً
يُطرَد من مطبخ بيتهم، لا يجد ما يأكله
تعد له أمي الطعام
يتناول الغداء معنا بعد عودته من المدرسة
يكبر أحمد أكثر بقليل
يُطرَدُ من المنزل
لا يجد ما يأكله
يترك مدرسته
كلما حاول التسلل إلى منزل والده، طردته زوجات ذلك الوالد
يتسلل أحمد إلى المخبز في ظهيرة شتوية
يسرق الخبز ليسد جوعه المستمر لمدة أيام
يلحق عامل المخبز به
تصدمه سيارة على الطريق الرئيسي
يأخذه الموت أثناء الإسعاف
المشهد الثاني
كانت امرأة لا تُهزم
تميزت في كل ما أدّته
أحبت أن تستكشف الأشياء من حولها
قادها فضولها إلى معارف عدة
ووسع قاعدة من تعرفهم
كانت امرأة لا تُهزَم
كبرت وهي طفلة أبيها المدللة
أحبت نفسها كثيراً وأحبت حياتها
كسِبَتْ كُل رهاناتها
وفازَ كل من راهن عليها
أحبت التحديات
واتسمت حياتها بالإثارة
كانت امرأة لا تُهزم
خاضت معارك عدة
وسارت في طرُقٍ وعرة
ولم تزل تحب المغامرات
لم يسرق النور من عينيها أحد
كانت امرأة لا تُهزم
حتى اللحظة التي أحبّت فيها
رجلاً جباناً
امتلكَ الجُرأةَ ليُنظر إلى عينيها
ولم يستطع حمايتها
سَرَق النور من عينيها
وأحاطها بالانطفاء
المشهد الثالث
أكمل السارق حياته كأنما لم يفعل شيئاً
أكمل حياتهُ في نعيم ورخاء
لكنه لم يتحلى بالشرف الذي يمنعه من الإيذاء
فكلما شعر بالملل من نعيمه
عاد ليُذكّرها بما كانَ
وما إنْ يستشعر ألمها
وينكش جراحها
حتى يعود للاختفاء
تاركاً وراءهُ جُرحها متشحاً بالغضب