
“قال لي القلبُ: أحقًّا ما بلغنا؟ كيفَ نامَ القدرُ الساهِرُ عنّا؟ أتُراها خِدعةٌ حاقت بنا؟ أم ظنّة مما ظننا؟”
– أقرب الأبيات إلى قلبي، من قصيدة الغد لشاعري المفضل الراحل إبراهيم ناجي.
قصيدة الغد- صورة الخلفية لي في التاسعة عشرة من عُمري
كنتُ أنام على هذه القصيدة قبل سنة من اللحظة التي قُلتُ فيها ما بال هذا القدر ساهرٌ لم ينم عنّا؟
ينامُ القدر كثيرًا حتى إذا ما كنّا كما نتمنى.. يسهر فجأةً .. ويذيقنا لقاء ما بلغنا المر من أيامنا ويشقينا..
كانت لحظة اللُقيا وميلاد هوى لم يكن هناك ما ينقصه ليكمل دورة الحياة معنا.. ولنكمل دوراننا فيها برفقته..
نحّيت عقلي وفرط تفكيري جانبًا.. للحظة واحدة..
رأيتني على عتبات جنان الخُلد.. أُصلي للهوى صمتًا وخشوعًا..
نبهتني أدمُعِي فجأةً..
و”اختفتْ تلك الرُّؤَى عن ناظري.. وطواها الغيبُ في سِحْريِّ بُرْدِ..”
“وتَلَفَّتُّ فلا أنت ولا جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعْدِ..”
مضت خمس سنين من تلك الرؤيا.. وفي كل يوم أراني أدخل جِنان الخًلدِ لحظةً.. وأراني أُنحّى عنها في اللحظة التالية..
خمس سنين يطلب القدر منّي الثأر.. على خطيئةٍ ينقصها الركن المعنوي..
كلما حاولت التضرع من جديد.. فزعت من رؤيا الخُلد.. وأُسقِطت منها في حادث فجائي..
كلما حاولت الصلاة في مقامه.. لم يُغفَرَ لي شيئًا.. ولم أكسب إلا زيادةً في وزري لديه..
في المرة الأخيرة التي قدمت كل قرابيني كاملةً.. تدحرجت من أعلى المقام وسالت دمائي على طول المحراب…
ولأجل دمائي أقاوم اليوم هذا التضرع.. أقاوم كل ضعفي.. أقاوم الصوفي بداخلي.. أنهاه وأزجره أن ينتشي..