عِش ذنبك

خلق الله الحب قدرًا.. ووضعه في طريقنا..

وما إن أمسكنا بِهِ.. حتى سُلِبناه..

عيناكَ المتعبتان..

وجهك المُزْرَق وكأن الأكسجين لا يسري في دمك..

يداكَ المرتجفتان…

صوتك المختنق..

أذكر ذلك كلّه كأنما حدث بالأمس..

كم منحتني يديك الأمان.. ولم تزل تمنحني ياه.. حتى بعد أن تلطخت بذنوب كل المآسي التي عشت.. وكل الآلام التي اختبرت.. وكل سوء الأيام الذي قاسيت.. وكل ليالي الوحدة التي أدمت قلبي..

كنت أرى الفيل في الغرفة.. كنت أشعر بخطره كما تشعر بذلك.. لكنّه كان خطؤك ولن أحمل نفسي أي مسؤولية دون خطأ..

لست من قضاة مجلس الدولة الفرنسي..وإن كنت فرانكوفونية اللسان.. لكنّ سلالتي العربية تلاحق فكري مثلما تلاحق حظي وأقداري.. تجعلني آخذ من الفكرة ما أشاء وأترك منها ما أشاء..

هذا ذنبك وحدك.. فعِش له وحدك.. تحمّله.. تقبّله.. وليؤلمك قلبك كلّما تذكرت.. كلّما فكرت.. وكلّما شعرت..

أنا لن أُصالِح، كما أوحي لي….

%d مدونون معجبون بهذه: