فن إضاعة الوقت بدل الضائع

يحدث أن يضيع وقتك الأصلي وتُمنح فرصة التعويض في الوقت بدل الضائع
تكتشف بعدها أن الوقت بدل الضائع غير كافي لتعويض مافاتك وتدرك أنها خدعة صممها دماغك أو صممها غيرك -مثلما هو الحال في مباريات كرة القدم- لتطبيق قانون أو لمجرد وضعك في موضع البليد “مضيّع الفرص”..
في الأوقات العصيبة والمباريات الحاسمة وتحديدًا في دقائق “الوقت بدل الضائع” نجد أمهر
اللاعبين يرمي الكرات الطويلة باتجاهات عشوائية يعلم يقينًا بأنها لن تحدث فارقًا، لكنه يريد أن يفعل شيئًا فحسب، محاولة اليائس حتى لا يُلام على عدم فعله شيء

وفي الأيام التي يضيع فيها وقتي ويستهلك يومي كاملًا ما بين العمل ومشاوير الرياض الطويلة والطويلة جدًا
أجدني في نهاية اليوم وبعد إنهائي لمهام وخطط اليوم مُهلَكَة ولا وقت لدي إلا لألتقط أنفاسي
أنظر إلى الساعة وهي تشير إلى ٢٣:٤٠ الحادية عشرة وأربعون دقيقة، متبقي على نهاية يومي ٢٠ دقيقة، يأكلني الشعور بالذنب تجاه عدم الإنجاز الناتج عن ازدحام يومي، وإلغاء بعض الخطط، وبسبب كراهيتي لإدمان الإنتاجية أعاقب ذلك الشعور في أن أترك جميع هواتفي الذكية على أي طاولة في أي ممر هامشي في المنزل حتى لا يصادفني شيئًا من دعاوى إنتاجية نهاية اليوم
وأقضي تلك العشرين دقيقة في الصعود والنزول من الدرج
لا أفعل شيئًا، ولا أفكر بشيء، وأقمع جميع الأفكار التي تشتت تركيزي عن الصعود والنزول
إذا ما شعرت بالإرهاق أعود أدراجي إلى غرفتي وأحمل هواتفي معي أمارس التأمل، التنفس، والاسترخاء،،
فلست أنا من يأكل نفسه قبل النوم ويدمر ما صنع في يومه المنكوب استجابةً لدعاوى الإنتاجية..

%d مدونون معجبون بهذه: